13‏/5‏/2010

صورة دوريان غراي ، لـ أوسكار وايلد




رواية "صورة دوريان غراي" من أكثر الأعمال الأدبية التي يقتبس منها, وهذا ليس مستغرباً, فقد قيل عن أوسكار وايلد: "إن كل ما يتحدث به يبدو وكأنه بين علامتي استشهاد .. *



الرواية الأكثر فظاظة هذا ما يتبادر إلى ذهني أثناء النظر إليها ، لكن أن يتحول الشيء القبيح إلى مُتعة إكتشاف ، وبحث عن لذة فريدة من نوعها ، حتى الإبتعاد عن الخوف أو التردد ، ربما لأن بعض الرؤى تسلب من روحكَ شيئاً نقياً ..

الحكاية عابثة بشكلٍ من الأشكال في النفس الإنسانية ، وكيف أننا مهما حاولنا التمرد على الضمير وبُغضه لأنه ينغّص علينا بعد الأخطاء والهفوات .. هُنا نعرف سبب عمل الضمير هذا العمل ..

قد يمر الكثير منا بتجارب لكن يبقى المُحافظون منّا هم السعداء حتى النهاية ، ذلك أنّ أصحاب الشر الذين يرون في البداية نعيمهم الغير قابل للمقايضة بشيء من المحافظة والإلتزام يرونه في النهاية نقمة تعيسة تلازمهم مدى الحياة ،، ومالحياة سوى تراكماتنا عبر الأيام ؟ وما ضميرنا سوى الكائن الخفي الذي يبزغ بعد انتهائنا من الخطيئة ؟ وما النفس سوى ذلك المخلوق الملحاح الذي ما إن ينامُ بعد إشباع شهوته حتى يُوقظ الضمير من بعده ؟ مع ذلك يبقى كُل إنسان فريد من نوعه كما يقول تشارلز ديكنز " كل إنسان هو سر عظيم ولُغز معقّد بالنسبة إلى سائر الناس " .. أيضاً هذا السر العظيم عصيّ الفك حتى على الإنسان نفسه .. من هُنا انطلقت الروحانيات في تجسيد الآلهة كملاذ للخطايا للجوء إلى تلك الآلهة أثناء العذابات في إستعصاء فهم النفس لنفسها .. وطبعاً لا نجد اتزان واتساق النفس إلاّ كلما عرفنا ما يُريد منا الله في هذه الحياة وقمنا بتطبيقه ..

أوسكار وايلد قام بتجسيد آمال الإنسان عبر هذه الرواية في نفس الوقت قام بعرض مسرحي فريد إلى مآل الإنسان إذا ما حدثَ خيالُهُ واقعاً .. كيف ستتحول النعم التي يتمناها الإنسان إلى حياة مزرية ، وذلك بسبب بسيط ، خيالتنا محدودة باللهفة والجمال ، والواقع يُضمر الحقيقة التي قام الخيال بتزييفها .. من هُنا نعرف بطريقة أو بأُخرى عدم جدوى الدّعاء بخيرٍ لا نعلم مآله على أنفسنا ، ذلك أن الإنسان جهول بردات فعله الحقيقية عندما يحدث ماكان قد تنماه ..

حكاية صورة دوريان غراي مرّت بي كتجربة فريدة من نوعها ، في البداية تمنيت أن يحدث كما حدث لدوريان في الواقع .. وسألت نفسي ..

هل أريد أن أملك صورة تظهر فيها خبايا روحي ؟

بطبيعة الحال ولأني أعرفُ نفسي أجبتُ بالنفي ، لأنّ هذا مآلهُ الإنتحار بالتأكيد ..
ووجدت في نهاية الحكاية أن ما فكّرت به كان صائباً..
فمهما حدث نحنُ نغفرُ لأنفسنا الخطايا بنسيانها ، حتى لو كانت حقيقةً باقية في إحدى الزوايا التي نتغافل عنها ..

ليست هناك تعليقات: