12‏/5‏/2010

سمراء رقي للعليل الباكي




سمراء رقّي للعليل الباكي






سمـراءُ رقّـي للعليـل الباكـي


وترفقـي بفتـى مُنـاه رضـاكِ


ما نام منـذ رآكِ ليلـة عيـده


وسقته من نبـع الهـوى عينـاكِ


أضنـاه وجـدٌ دائـمٌ وصبابـة


وتسهـدٌ وتـرسـمٌ لخـطـاكِ


أتخادعيـن وتخلفيـن وعــودَه


وتعذبيـن مدلّـهـا بـهـواكِ


وهو الذي بات الليالـي ساهـرا


يرعـى النجـوم لعلـه يلقـاكِ


في يـوم عيـدٍ حافـل قابلتِـهِ


فتسارعتْ ترخي الخمـارَ يـداكِ


أتحرّميـن عليـه منيـة قلـبـه


وتحللـيـن لغـيـره رؤيــاكِ


وتسارعين إلـى الهـروبِ بخفـةٍ


كـي لا يمتّـع عينَـه ببـهـاكِ


وتعذبيـن فـؤادَه فـي قسـوةٍ


رحماكِ زاهـدة الهـوى رحمـاكِ


ما كان يرضى أن يراكِ عذولـه


بين الصبايـا تعرضيـن صبـاكِ


وتقربين عذولـه بعـد النـوى


وتـردديـن تحـيـة حـيـاكِ


يا منية القلـب المعـذب رحمـة


بالمستجير مـن الجـوى بحمـاكِ


أحلامه دومـا لقـاؤكِ خلسـة


عنـد الغديـر وعينُـه ترعـاكِ


ترضيه منك إشـارة أو بسمـة


أو همسة تشـدو بهـا شفتـاكِ


لا تهجـري وتقوضـي أحلامَـه


وتحطـمـي آمـالَـه بجـفـاكِ


وترفقـي بفـؤادِه وتـذكـري


قلبـا بدايـة سعـده رؤيـاكِ


قد كان أقسم أن يتوبَ عن الهوى


حتى أسـرتِ فـؤادَه بصبـاكِ


سمراءُ عودي واذكـري ميثاقنـا


بين الخمائـل والعيـونُ بـواكِ


كيف افترقنا … إيه عذراءَ الهوى


لم أنسَ عهدك لا ولـن أنسـاكِ


بين المروج على الغدير تعلقـتْ


عيني بعينـك والفـؤادُ طـواكِ


ثم التقينا فـي الخميلـة خلسـة


وشربتُ حينا من سـلافِ لمـاكِ


وتساءلتْ عينـاك بعـد تغيبـي


أنسيتَ عهدي أيهـا المتباكـي؟


لا والذي فطر القلوب على الهوى


أنا ما نسيتُ ولا سلوتُ هـواكِ


لكنّ قلبـي والفـؤادَ ومهجتـي


أسرى لديكِ فأكرمـي أسـراكِ


سأظل في محراب حبـكِ ناسكـا


متبتـلا مستسلمـا لقـضـاكِ


الأديب يحيى توفيق

ليست هناك تعليقات: